مكانة المرأة في الإسلام ... ادخل لتعرف
من المفاهيم الخاطئة التي شاعت وانتشرت بين الناس ان المرأة لا مكانة لها ولا حق ولا كلمة وميراث لها.. وما هي الا مجرد حبيسة البيت إذا احتاجها الزوج وجدها للأكل والشرب وأعمال المنزل أو الفراش..
عجبا لهؤلاء إن الزوجة ان اخطأت يضربها وفي الليل يضاجعها. بل إن البعض يقرر انها لا تخرج إلا ثلاث مرات لا رابعة لها وهي تخرج أول مرة من بطن امها وثاني مرة من بيت ابيها إلي بيت زوجها وثالث مرة من بيت زوجها الي قبرها وغيرها من الأخطاء الشنيعة.
وإن المرأة كانت لا حق لها في البيع ولا الشراء ولا في الرأي و.. وكانت تورث مع المتاع وتباع في الأسواق و.. ولم تجد تكريما عند دين من الأديان ولا في ملة ولا نحلة لا في يهودية ولا نصرانية ولا عند اليونان ولا الرومان ولا عند أهل الجاهلية ولا عند أي أحد في تاريخ البشرية كلها كما وجدت لها مكانة وعزة وكرامة وحرية وعدالة وإنصاف و.. كما في الإسلام, إن للمرأة أن تخرج للصلوات خمس مرات في اليوم, ولها أن تخرج إلي حوائجها في الأسواق وأماكن التجارة للبيع والشراء بل إن الرسول) صلي الله عليه وسلم( يجيش لها جيشا للدفاع عنها عندما ظلمت وأهينت وكشفت عورتها, وإن الخليفة العباسي الثامن المعتصم بالله يجيش لها جيشا للدفاع عنها عندما قالت وامعتصماه بل كانت سببا في فتح عمورية كم من إمرأة تستغيث الآن ولا تجد نخوة المعتصم؟ ولها أن تخرج مع الجيش إذا كانت لديها القدرة والمهارة العسكرية مثل السيدة صفية التي قتلت يهوديا تسلق عليهم الحصن ولم يكن معهم مقاتلون يدافعون عنهم وذلك في غزوة الأحزاب, وكذلك السيدة نسيبة أم عمارة المازنية الأنصارية التي حملت السيف لتدافع عن رسول الله في وقت لم يثبت فيه الرجال في غزوة أحد, وكذلك إذا كانت لديها المهارة الطبية والعلمية و.. وكمن كن يخرجن مع النبي( صلي الله عليه وسلم) يخدمن الجيش ويداوين الجرحي ويحملنهم إلي المدينة ويسقين العطشي و.. والعصر الذي نقيس عليه هو عصر النبوة والسلف الصالح وهو خيرالقرون علي الإطلاق أما عصور التبرج والتخلف والجهالة والظلم والجور فلا يقاس عليها ولايقتدي بها وإن السيد الربيع بنت معوذ كانت ممن حضر بيعة الرضوان وكانت ممن يغزون مع النبي( صلي الله عليه وسلم) مع نساء أخريات وموقف الدين من المرأة كما قاله الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالي: لابد من مراعاة ما يفرضه عليها الإسلام من تصون وعدم اختلاط وتبرج! ولن تكتمل حياة الامة الا بحياة شطريها الرجل والمرأة وكشف الإمام عن قيمة ما رواه الطبراني عن عائشة مرفوعا ـ في شأن النساء ـ لا تنزلوهن الغرف ـ لا يسكن في الأعالي, ولا تعلموهن الكتابة, وعلموهن الغزل وسور النور فبين أنه حديث مكذوب.. وأصبحنا بأمثال هذه الأحاديث المكذوبة نتدحرج إلي العالم الثالث ونتزاحم في ذيل الامم بسبب تركنا للسنن المتواترة والصحيحة والحسنة وتركنا للتربية الصحيحة ولا تربية مع جهالة المرأة وغزلها عن العلم والعبادة ودعوات الخير وشئون المسلمين!! وكان الصحابة يرجعون إلي السيدة عائشة فيسألونها عن ادق المسائل في الفقه وكانت تتصدر للفتيا, وكانت السيدة خديجة تواسي رسول الله( صلي الله عليه وسلم) عندما يقول لها إني خشيت علي نفسي تقول له: والله لا يخزيك الله أبدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتصدق القول وتعين علي نوائب الدهر وكذلك السيدة أم سلمة في عمرة وصلح الحديبية تشير عليه بالرأي وتنقذ أمة الإسلام من غضب وعذاب الله عز وجل. فالمرأة نصف المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع كله, وإذا فسدت كاد المجتمع أن يفسد, ولذلك كان من آخر وصاياه صلي الله عليه وسلم في خطبة الوادع وكذلك قبل الموت استوصوا بالنساء خيرا وانزل الله في القرآن سورة سماها العلماء سورة النساء الصغري وسورة أخري كبيرة النساء وانزل أحكاما خاصة بهن في القرآن وبالأخص في سور الأحزاب والنور والمجادلة سواء كانت بنتا أو أختا أو زوجة أو أما أو جدة أو درجة من درجات القرابة لم يهملها الاسلام في درجة. ولذلك قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق.
كاتب المقال من علماء الأزهر الشريف